سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٢١
حين خرج من المدينة، التفت إليها، فبكى، ثم قال: يا مزاحم أتخشى (1) أن نكون ممن نفته المدينة (2).
ابن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي حكيم: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: خرجت من المدينة وما من رجل أعلم مني، فلما قدمت الشام نسيت.
معمر، عن الزهري قال: سمرت مع عمر بن عبد العزيز ليلة، فحدثته، فقال: كل ما حدثته الليلة فقد سمعته، ولكنك حفظت ونسينا.
عقيل، عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن الوليد أرسل إليه بالظهيرة، فوجده قاطبا بين عينيه، قال: فجلست وليس عنده إلا ابن الريان، قائم بسيفه، فقال: ما تقول فيمن يسب الخلفاء؟ أترى أن يقتل؟ فسكت، فانتهرني، وقال: مالك؟ فسكت، فعاد لمثلها، فقلت: أقتل يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، ولكنه سب الخلفاء، قلت: فإني أرى أن ينكل، فرفع رأسه إلى ابن الريان، فقال: إنه فيهم لنابه.
عن عبد العزيز بن يزيد الأيلي قال: حج سليمان، ومعه عمر بن عبد العزيز، فأصابهم برق ورعد حتى كادت تنخلع قلوبهم، فقال سليمان: يا أبا حفص! هل رأيت مثل هذه الليلة قط، أو سمعت بها؟ قال: يا أمير المؤمنين!
هذا صوت رحمة الله، فكيف لو سمعت صوت عذاب الله!؟
وروى ابن عيينة عن رجل: قال عمر بن عبد العزيز: ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر أهله.
عبد العزيز بن الماجشون: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال:
قال عمر: إنا كنا نتحدث، وفي لفظ: يزعم الناس أن الدنيا لا تنقضي حتى

(1) في البداية 9 / 195: نخشى.
(2) الموطأ 2 / 889 في الجامع: باب ما جاء في سكن المدينة والخروج منها.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»