سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٢٢
يلي رجل من آل عمر، يعمل بمثل عمل عمر، قال: فكان بلال ولد عبد الله بن عمر بوجهه شامة، وكانوا يرون أنه هو حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز، أمه هي ابنة عاصم بن عمر. رواه جماعة عنه.
جويرية، عن نافع: بلغنا أن عمر قال: إن من ولدي رجلا بوجهه شين، يلي فيملأ الأرض عدلا، قال نافع: فلا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز.
وروى عبيد الله بن عمر، عن نافع قال: كان ابن عمر يقول: ليت شعري! من هذا الذي من ولد عمر، في وجهه علامة، يملأ الأرض عدلا.
تفرد به مبارك بن فضالة عنه، وهو صدوق.
ضمرة بن ربيعة، عن السري بن يحيى، عن رياح بن عبيدة قال: خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة، وشيخ متوكئ على يده، فقلت في نفسي:
هذا شيخ جاف، فلما صلى ودخل، لحقته فقلت: أصلح الله الأمير، من الشيخ الذي كان يتكئ على يدك؟ فقال: يا رياح! رأيته؟ قلت: نعم، قال: ما أحسبك إلا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أني سألي أمر الأمة، وأني سأعدل فيها (1).

(1) وأخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " 1 / 577 من طريق عبد العزيز الرملي، عن ضمرة ابن ربيعة، عن السري بن يحيى، عن رياح بن عبيدة وأخرجه أبو عروبة الحراني في " تاريخه " وأبو نعيم في " الحلية " 5 / 254 عن أيوب بن محمد الوزان، عن ضمرة بن ربيعة به. وهذا الخبر ضعيف السند تفرد به ضمرة وهو معدود في جملة منكراته، فإنه وإن كان ثقة أنكر عليه الإمام أحمد حديث " من ملك ذا رحم محرم فهو عتيق " ورده ردا شديدا وقال: لو قال رجل: إن هذا كذب لما كان مخطئا، وأخرجه الترمذي، وقال: لا يتابع ضمرة عليه، وهو خطأ عند أهل الحديث. ثم إن في الخبر ما يدل على بطلانه وهو حياة الخضر عليه السلام فقد صرح بموته جمهور أهل العلم فيما نقله أبو حيان في " البحر المحيط "، وذكر الحافظ في " الإصابة " منهم إبراهيم الحربي، وعبد الله بن المبارك، والبخاري، وأبا طاهر ابن العبادي، وأبا الفضل بن ناصر، وأبا بكر بن العربي، وابن الجوزي وغيرهم. ونقل عن أبي الحسن بن المنادي قوله: بحثت عن تعمير الخضر وهل هو باق أم لا؟ فإذا أكثر المغفلين مغترون بأنه باق من أجل ما روي في ذلك، قال: والأحاديث المرفوعة في ذلك واهية، والسند إلى أهل الكتاب ساقط لعدم ثقتهم، وخبر مسلمة بن مصقلة كالخرافة، وخبر رياح كالريح، قال: وما عدا ذلك كله من الاخبار كلها واهية الصدور والاعجاز لا يخلو حالها من أحد أمرين، إما أن تكون أدخلت على الثقات استغفالا ويكون بعضهم تعمد ذلك، وقد قال تعالى: * (وما جعلنا لبشر بن قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) * [الأنبياء: 34].
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»