عبد الله بن بكر: سمعت إنسانا يحدث عن أبي أنه كان واقفا بعرفة، فرق فقال: لولا أني فيهم لقلت: قد غفر لهم (1).
قلت: كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها.
أبو هلال، عن غالب القطان، عن بكر، أنه لما ذهب به للقضاء قال:
إني سأخبرك عني: إني لا علم لي والله بالقضاء، فإن كنت صادقا، فما ينبغي لك أن تستعملني، وإن كنت كاذبا فلا تول كاذبا (2).
روى حميد الطويل، عن بكر قال: إني لأرجو أن أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء. فكان رحمه الله كذلك، يلبس كسوته، ثم يجئ إلى المساكين، فيجلس معهم يحدثهم ويقول: لعلهم يفرحون بذلك (3).
قال سليمان التيمي: كانت قيمة كسوة بكر أربعة آلاف، كانت أمه ذات ميسرة، وكان لها زوج كثير المال (4).
وروى عبيد الله بن عمرو الرقي، عن كلثوم بن جوشن، قال: اشترى بكر بن عبد الله طيلسانا بأربع مئة درهم، فأراد الخياط أن يقطعه، فذهب ليذر عليه ترابا، فقال له بكر: كما أنت، فأمر بكافور، فسحق ثم ذره عليه (5).
عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا عتبة بن عبد الله العنبري: سمعت بكرا المزني يقول في دعائه: أصبحت لا أملك ما أرجو، ولا أدفع عن نفسي ما أكره، أمري بيد غيري، ولا فقير أفقر مني (6).