سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٤٦٦
قال همام، عن عطاء بن السائب: دفع الحجاج رجلا إلى سالم بن عبد الله ليقتله، فقال للرجل: أمسلم أنت؟ قال: نعم: قال: فصليت اليوم الصبح؟ قال: نعم، فرد إلى الحجاج، فرمى بالسيف، وقال: ذكر أنه مسلم، وأنه صلى الصبح، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى الصبح فهو في ذمة الله " (1) فقال: لسنا نقتله على صلاة، ولكنه ممن أعان على قتل عثمان، فقال: ها هنا من هو أولى بعثمان مني، فبلغ ذلك ابن عمر فقال: مكيس مكيس (2).
قال ابن عيينة: دخل هشام الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال:
سلني حاجة، قال، إني أستحيي من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرجا قال: الآن فسلني حاجة [فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا] قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها (3).
وكان سالم حسن الخلق، فروي عن إبراهيم بن عقبة، قال: كان سالم إذا خلا، حدثنا حديث الفتيان.
وعن أبي سعد قال: كان سالم غليظا كأنه حمال (4)، وقيل: كان على سمت أبيه في عدم الرفاهية.
حماد بن عيسى الجهني، حدثنا حنظلة، عن سالم، عن أبيه، عن

(1) أخرجه مسلم في صحيحه (657) من حديث جندب بن عبد الله، وتمامه: " فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ. فيدركه فيكبه في نار جهنم " وأخرجه الترمذي (2164) من حديث أبي هريرة.
(2) كذا ضبط في الأصل، وفي اللسان والتاج مكيس كمعظم: كيس معروف بالعقل.
والخبر في ابن سعد 5 / 196 وابن عسار 7 / 15 آ.
(3) ابن عساكر 7 / 16 ب، وما بين الحاصرتين منه.
(4) ابن عساكر 7 / 17 آ، وفيه جمال بالمعجمة.
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»