سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٨
فذكر اجتماع عمر به وهو يرعى فسأله الاستغفار، وعرض عليه مالا فأبى.
وهذا سياق منكر، لعله موضوع (1) أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا أبو المكارم المعدل، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أو نعيم الحافظ، حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا خالد بن يزيد العمري، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن علقمة بن مرثد، قال: انتهى الزهد إلى ثمانية:
عامر بن عبد الله [بن عبد قيس] وأويس القرني، وهرم بن حيان، والربيع بن خثيم، ومسروق بن الأجدع، والأسود بن يزيد، وأبي مسلم الخولاني، والحسن بن أبي الحسن (2) وروي عن هرم بن حيان، قال: قدمت الكوفة، فلم يكن لي هم إلا أويس أسأل عنه، فدفعت إليه بشاطئ الفرات، يتوضأ ويغسل ثوبه، فعرفته بالنعت، فإذا رجل آدم، محلوق الرأس، كث اللحية، مهيب المنظر، فسلمت عليه، ومددت إليه يدي لأصافحه، فأبى أن يصافحني، فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله، فقلت: السلام عليك يا أويس، كيف أنت يا أخي، قال: وأنت فحياك الله يا هرم، من دلك علي؟ قلت: الله عزو جل، قال: (سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) [الاسراء: 108] قلت: يرحمك الله، من أين عرفت اسمي، واسم أبي، فوالله ما رأيتك قط، ولا رأيتني؟
قال: عرفت روحي روحك، حيث كلمت نفسي نفسك، لان الأرواح لها أنس كأنس الأجساد (3)، وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله، وإن نأت

(1) الحلية 2 / 81 وما بين الحاصرتين منه.
(2) الحلية 2 / 87 وما بين الحاصرتين منه.
(3) لفظ أبي نعيم في الحلية: أنفس كأنفس الأجساد.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»