سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٥
بقضية - يعني وهو أمير المدينة - حتى يسأل سعيد بن المسيب، فأرسل إليه إنسانا يسأله، فدعاه، فجاء فقال عمر له: أخطأ الرسول، إنما أرسلناه يسألك في مجلسك. وكان عمر يقول: ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه، وكنت أوتى بما عند سعيد بن المسيب (1).
سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله الخزاعي، قال: سألني سعيد بن المسيب فانتسبت له، فقال: لقد جلس أبوك إلي في خلافة معاوية وسألني. قال سلام: يقول عمران: والله ما أراه مر على أذنه شئ قط إلا وعاه قلبه - يعني ابن المسيب - وإني أرى أن نفس سعيد كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب (2).
جعفر بن برقان: حدثنا ميمون بن مهران، بلغني أن سعيد بن المسيب بقي أربعين سنة لم يأت المسجد فيجد أهله قد استقبلوه خارجين من الصلاة.
عفان: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد، قلت لسعيد بن المسيب: يزعم قومك أن ما منعك من الحج إلا أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو على ابن مروان. قال: ما فعلت، وما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم، وإني قد حججت واعتمرت بضعا وعشرين مرة، وإنما كتبت علي حجة واحدة وعمرة، وإني أرى ناسا من قومك يستدينون ويحجون ويعتمرون ثم يموتون، ولا يقضى عنهم، ولجمعة أحب إلي من حجة أو عمرة تطوعا. فأخبرت بذلك الحسن، فقال: ما قال شيئا، لو كان كما قال ما حج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اعتمروا (3).

(1) المصدر السابق.
(2) انظر ابن سعد 5 / 122، والحلية 2 / 164.
(3) ابن سعد 5 / 128.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»