سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٨٦
وقد وثقه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم: صدوق في الحديث. وقيل:
هو ولد صاحب حديث " لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب " (1) وقيل: هو معبد بن خالد.
وعن عبد الملك بن عمير أن القراء اجتمعوا على معبد الجهني، وكان أحد من شهد الحكمين، وقالوا له: قد طال أمر هذين علي ومعاوية، فلو كلمتهما، قال: لا تعرضوني لأمر أنا له كاره، والله ما رأيت كقريش، كأن قلوبهم أقفلت بأقفال الحديد، وأنا صائر إلى ما سألتم. قال معبد: فلقيت أبا موسى فقلت: انظر ما أنت صانع. قال: يا معبد غدا ندعو الناس إلى رجل لا يختلف فيه [اثنان]. فقلت لنفسي: أما هذا، فقد عزل صاحبه. ثم لقيت عمرا وقلت: قد وليت أمر الأمة، فانظر ما أنت صانع. فنزع عنانه من يدي ثم قال: إيها تيس جهينة، ما أنت وهذا؟! لست من أهل السر ولا العلانية، والله ما ينفعك الحق ولا يضرك الباطل (2).
قال الجوزجاني: كان قوم يتكلمون في القدر، احتمل الناس حديثهم لما عرفوا من اجتهادهم في الدين والصدق والأمانة، ولم يتوهم عليهم الكذب، وإن بلوا بسوء رأيهم، منهم معبد الجهني، وقتادة، ومعبد رأسهم.
قال محمد بن شعيب: سمعت الأوزاعي يقول: أول من نطق في القدر

(1) أخرجه أصحاب السنن، وهو حديث ضعيف لاضطرابه كما ذكر غير واحد من الأئمة، انظر بسط ذلك في " نصب الراية " 1 / 120; 122، و " تلخيص الحبير " 1 / 147، 148; وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس: " أيما إهاب دبغ فقد طهر ".
(2) الخبر في " ابن عساكر " 16 / 400 آ، ب مطول، وزاد في نهاية الخبر: ".. ثم مضى وتركني فأنشأ معبد يقول:
إني لقيت أبا موسى فأخبرني * بما أردت وعمرو ضن بالخبر شتان بين أبي موسى وصاحبه * عمرو لعمرك عند الفضل والخطر هذا له غفلة أبدت سريرته * وذاك ذو حذر كالحية الذكر
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»