سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٩٧
حدث عن أبيه وعمه عبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن بحينة، وأبي سعيد بن المعلى، وغيرهم.
روى عنه بنوه: عمر، وعيسى، ورباح، وابن عمه سالم بن عبد الله، وقرابته عمر بن محمد بن زيد، وسعد بن إبراهيم، وابن شهاب الزهريان، وخبيب بن عبد الرحمن، وجماعة.
وكان من سروات الرجال. متفق على الاحتجاج به. توفي في حدود سنة تسعين.
80 - أيوب القرية * هو أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة النمري الهلالي الأعرابي.
صحب الحجاج، ووفد على الخليفة عبد الملك. وكان رأسا في البلاغة والبيان واللغة. ثم إنه خرج على الحجاج مع ابن الأشعث، لان الحجاج نفذه إلى ابن الأشعث إلى سجستان رسولا. فأمره ابن الأشعث أن يقوم ويسب الحجاج ويخلعه أو ليقتلنه ففعل مكرها. ثم أسر أيوب. ولما ضرب الحجاج عنقه ندم. وذلك في سنة أربع وثمانين. وله كلام بليغ متداول (1).

(1) ومن كلامه ما جاء في " عيون الاخبار " 3 / 69 أن الحجاج قال لأيوب: اخطب علي هند بنت أسماء ولا تزد على ثلاث كلمات، فأتاهم فقال: أتيتكم من عند من تعلمون، والأمير يعطيكم ما تسألون، أفتنكحون أم تردون؟ قالوا: بل أنكحنا وأنعمنا.
ولما أراد الحجاج أن يطلقها أمر ابن القرية أن يأتيها فيطلقها بكلمتين ويمتعها بعشرة آلاف درهم، فأتاها فقال لها: إن الحجاج يقول لك، كنت فبنت وهذه عشرة آلاف متعة لك. فقالت: قل له: كنا فما حمدنا، وبنا فما ندمنا، وهذه العشرة آلاف لك ببشارتك إياي بطلاقي " عيون الاخبار 2 / 209.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»