سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٥٨
روى مجالد، عن الشعبي قال: دهاة العرب أربعة: معاوية، وعمرو، والمغيرة، وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، والمغيرة للمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير.
وقال أبو عمر بن عبد البر (1): كان عمرو من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية، مذكورا بذلك فيهم. وكان شاعرا حسن الشعر، حفظ عنه منه الكثير في مشاهد شتى وهو القائل:
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه * ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما قضى وطرا منه وغادر سبة * إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما (2) وكان أسن من عمر بن الخطاب، فكان يقول: إني لاذكر الليلة التي ولد فيها عمر رضي الله عنه.
وقد سقنا من أخبار عمرو في المغازي وفي مسيره إلى النجاشي، وفي سيرة عمر بن الخطاب، وفي الحوادث، وأنه افتتح إقليم مصر وولي إمرته زمن عمر، وصدرا من دولة عثمان. ثم أعطاه معاوية الإقليم، وأطلق له مغله ست سنين لكونه قام بنصرته، فلم يل مصر من جهة معاوية إلا سنتين ونيفا. ولقد خلف من الذهب قناطير مقنطرة.
وقد سقت من أخباره في " تاريخ الاسلام " (3) جملة، وطول الحافظ ابن عساكر ترجمته (4).

(1) في " الاستيعاب " في ترجمته ص 1188.
(2) من قصيدة له يذكر عمارة بن الوليد المخزومي عندما اتهمه النجاشي بالزنى، أوردها صاحب " الأغاني ": 9 / 57، 58 والبيتان في " الاستيعاب ".
(3) 2 / 235 - 241.
(4) من 245 / 1 - 270 / 2 في " تاريخه ".
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»