سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٦٣
شهدوه معي، فأخذوني، فألقوا علي قطيفة، وجعلوا يغموني (1)، وجعلت أخرج رأسي من هنا ومن هنا، حتى أفلت وما علي قشرة (2)، فلقيت حبشية، فأخذت قناعها (3)، فجعلته على عورتي، فقالت كذا وكذا، وأتيت جعفرا، فقال: مالك؟ قلت: ذهب بكل شئ لي، فانطلق معي إلى باب الملك، فقال: ائذن لحزب الله. فقال آذنه: إنه مع أهله. قال: استأذن لي، فأذن له. فقال: إن عمرا قد بايعني (4) على ديني، فقال: كلا. قال: بلى. فقال لانسان: اذهب فإن كان فعل فلا يقولن لك شيئا إلا كتبته. قال فجاء، فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركنا (شيئا) حتى القدح، ولو (أشاء) أن آخذ من أموالهم إلى مالي لفعلت (5).
وعن عمرو قال: حضرت بدرا مع المشركين، ثم حضرت أحدا،

(1) أي: يغطوني، ويحبسون نفسي من الخروج.
(2) أي: اللباس.
(3) القناع: ما تغطي به المرأة رأسها.
(4) في " المطالب " و " المجمع ": " تابعني "، وفي " كشف الأستار ": " إن عمرا قد ترك دينه واتبع ديني ".
(5) عمير بن إسحاق لم يرو عنه غير عبد الله بن عون فيما قاله أبو حاتم والنسائي، وقال ابن معين: لا يساوي شيئا، ووثقه مرة. وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في " الثقات ". وأورده العقيلي في " الضعفاء " لأنه لم يرو عنه غير واحد. وقال ابن عدي: لا أعلم روى عنه غير ابن عون، وله من الحديث شئ يسير، ويكتب حديثه. وباقي رجال الاسناد ثقات.
وأورده ابن حجر في " المطالب العالية ": 4 / 195 - 198، ونسبه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد حسن، إلا أنه مخالف للمشهور أن إسلام عمرو على يد النجاشي نفسه. وأخرجه البزار في " مسنده " كما في " كشف الأستار " (1740)، وقال: لا نعلمه يروى عن جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد ": 6 / 27 - 29، وقال: رواه الطبراني والبزار، وعمير بن إسحاق وثقه ابن حبان وغيره، وفيه كلام لا يضره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد تقدم الحديث في الجزء الأول: 437 في أخبار النجاشي.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»