سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٥٤٧
تفعلوا، فأبوا، فأخرجهم، فجعلوا يبايعونه، فما تكامل آخرهم حتى أغلظوا له، ثم عسكروا.
وقيل: خرجوا يمسحون الجدر بأيديهم، ويقولون: هذه بيعة ابن مرجانة ونهبوا خيلة، فخرج ليلا، واستجار بمسعود بن عمرو رئيس الأزد، فأجاره.
وامر أهل البصرة عليهم عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي، فشدت الخوارج على مسعود فقتلوه، وتفاقم الشر، وصاروا حزبين، فاقتتلوا أياما، فكان على الخوارج نافع بن الأزرق، وفر عبيد الله قبل مقتل مسعود في مئة من الأزد إلى الشام، فوصل إلى الجابية وهناك بنو أمية، فبايع هو ومروان خالد بن يزيد بن معاوية في نصف ذي القعدة، ثم التقوا هم والضحاك بمرج دمشق، فاقتتلوا أياما في ذي الحجة.
وكان الضحاك بن قيس في ستين ألفا والأموية في ثلاثة عشر ألفا، وأشار عبيد الله بمكيدة، فسألوا الضحاك الموادعة فأجاب، فكبسهم مروان وقتل الضحاك في عدة من مرسان قيس، وثارت الخوارج بمصر، ودعوا إلى ابن الزبير يظنونه منهم، فبعث على مصر عبد الرحمن بن جحدم الفهري، واستعمل على الكوفة عامر بن مسعود الجمحي، وهدم الكعبة، وبناها، وألصق بابيها بالأرض، وأدخل فيها ستة أذرع من الحجر (1) وأما أكثر الشاميين، فبايعوا مروان في أول سنة خمس، وبعث ابن الزبير على خراسان المهلب بن أبي صفرة، فحارب الخوارج ومزقهم، وسار

(1) انظر البخاري بشرح " الفتح " 3 / 351، 358 في الحج: باب فضل مكة وبنيانها، ومسلم (1333) (398) و (399) و (400) و (401) و (402) و (403) و (404) في الحج:
باب نقض الكعبة وبنائها.
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 » »»