سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٥٤١
نائب ابن الزبير، فقتل جماعة ممن قاتل الحسين، وقتل الشمر بن ذي الجوشن، وعمر بن سعد، وقال: إن جبريل ينزل علي بالوحي، واختلق كتابا عن ابن الحنفية إليه يأمره بنصر الشيعة، وثار إبراهيم بن الأشتر في عشيرته، فقتل صاحب الشرطة، وسر به المختار، وقوي، وعسكروا بدير هند، فحاربهم نائب ابن الزبير، ثم ضعف واختفى، وأخذ المختار في العدل، وحسن السيرة.
وبعث إلى النائب بمال، وقال: اهرب. ووجد المختار في بيت المال سبعة آلاف ألف درهم، فأنفق في جيشه، وكتب إلى ابن الزبير: إني رأيت عاملك مداهنا لبني أمية، فلم يسعني أن أقره، فانخدع له ابن الزبير، وكتب إليه بولاية الكوفة، فجهز ابن الأشتر لحرب عبيد الله بن زياد في آخر سنة ست وستين، ومعه كرسي على بغل أشهب.
وقال المختار: هذا فيه سر، وهو آية لكم، كما كان التابوت لبني إسرائيل. فحفوا به يدعون. فتألم ابن الأشتر، وقال: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، سنة بني إسرائيل إذ عكفوا على العجل.
فعن طفيل بن جعدة بن هبيرة، قال: كان لي جار زيات له كرسي، فاحتجت (1)، فقلت للمختار: إني كنت أكتمك شيئا، والآن أذكره. قال:
وما هو؟ قلت: كرسي كان أبي يجلس عليه، كان يرى أن فيه أثارة من علم. قال: سبحان الله! لم أخرته؟ فجئ به وعليه ستر، فأمر لي باثني عشر ألفا، ودعا بالصلاة جامعة، فاجتمعوا، فقال: إنه لم يكن في الأمم الخالية أمر إلا وهو كائن فيكم، وقد كان في بني إسرائيل التابوت، وإن فينا

(1) تحرف في المطبوع إلى " قد احتجب ".
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 ... » »»