سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣١٠
أحمر أزرق، ونظر إلى صبية منهم، فقال: هبها لي يا أمير المؤمنين، فقالت زينب: لا ولا كرامة لك إلا أن تخرج من دين الله. فقال له يزيد:
كف. ثم أدخلهم إلى عياله، فجهزهم، وحملهم إلى المدينة (1).
إلى هنا عن أحمد بن جناب.
الزبير: حدثنا محمد بن حسن: لما نزل عمر بن سعد بالحسين، خطب أصحابه، وقال: قد نزل بنا ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، واستمرئت (2) حتى لم يبق منها إلا كصبابة إلا ناء، وإلا خسيس (3) (عيش) كالمرعى الوبيل، ألا ترون الحق لا يعمل به، والباطل لا يتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله. إني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا ندما (4).
خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن رجل: أن الحسين لما أرهقه السلاح، قال: ألا تقبلون مني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين؟
كان إذا جنح أحدهم، قبل منه. قالوا: لا. قال: فدعوني أرجع.
قالوا: لا. قال: فدعوني آتي أمير المؤمنين، فأخذ له رجل السلاح، فقال له: أبشر بالنار، فقال: بل إن شاء الله برحمة ربي، وشفاعة نبيي.
فقتل، وجئ برأسه، فوضع في طست بين يدي ابن زياد، فنكته بقضيبه، وقال: لقد كان غلاما صبيحا. ثم قال: أيكم قاتله؟ فقام الرجل. فقال:

(1) " البداية " 8 / 194.
(2) تحرفت في المطبوع إلى " استمرت ".
(3) تصحفت في المطبوع إلى " حشيش ".
(4) الخبر في " الطبراني " برقم (2842)، و " الحلية " 2 / 39، و " الطبري " 5 / 403، 404، والزبير هو ابن بكار، ومحمد بن حسن هو ابن زبالة، وهو متروك متفق على ضعفه، ولم يدرك القصة. كما قال الهيثمي في " المجمع " 9 / 193، وقوله " إلا ندما " في الطبري والطبراني " إلا برما ".
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»