سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٦
يقوم الناس لرب العالمين) (المطففين: 6) فبكى حتى خر، وامتنع من قراءة ما بعدها.
معمر: عن أيوب، عن نافع أو غيره، أن رجلا قال لابن عمر: يا خير الناس، أو ابن خير الناس. فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه (1).
عبيد الله بن عمر: عن نافع، كان ابن عمر يزاحم على الركن حتى يرعف (2).
أخبرنا أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم التيمي، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، (حدثنا أبو عبد الرحمن) المقرئ، حدثنا حرملة، حدثني أبو الأسود، سمع عروة يقول: خطبت إلى ابن عمر ابنته، ونحن في الطواف، فسكت ولم يجبني بكلمة، فقلت: لو رضي، لأجابني، والله لا أراجعه بكلمة. فقدر له أنه صدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت، فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، وأديت إليه حقه، فرحب بي، وقال: متى قدمت؟ قلت:
الآن. فقال: كنت ذكرت لي سودة ونحن في الطواف، نتخايل الله بين أعيننا، وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن. فقلت: كان أمرا قدر.
قال: فما رأيك اليوم؟ قلت: أحرص ما كنت عليه قط. دعا ابنيه سالما

(1) أخرجه أبو نعيم 1 / 307 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع..
وهذا سند صحيح.
(2) أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (8904)، ومن طريقه أبو نعيم 1 / 308 بهذا الاسناد وهو صحيح، وقد تحرف في " المصنف " " عبيد الله " إلى " عبد الله " وفي سنن البيهقي 5 / 81 عن مجاهد، قال: ما رأيت ابن عمر زاحم على الحجر قط، ولقد رأيته مرة زاحم حتى رثم أنفه، وابتدر منخراه دما.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 241 242 ... » »»