سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٥
الآخرة أشد عذابا وتنكيلا. فرضي الله عن ابن عمر وأبيه. وأين مثل ابن عمر في دينه، وورعه وعلمه، وتألهه وخوفه، من رجل تعرض عليه الخلافة، فيأباها، والقضاء من مثل عثمان، فيرده، ونيابة الشام لعلي، فيهرب منه. فالله يجتبي إليه من يشاء، ويهدي إليه من ينيب.
الوليد بن مسلم: عن عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر قال:
لولا أن معاوية بالشام، لسرني أن آتي بيت المقدس، فأهل منه بعمرة، ولكن أكره أن آتي الشام، فلا آتيه، فيجد علي، أو آتيه، فيراني تعرضت لما في يديه.
روى عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، أن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة، أحيى ليلته (1).
الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جابر، حدثني سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا؟ فأقول: لا. فيعاود الصلاة إلى أن أقول: نعم. فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح (2).
قال طاووس: ما رأيت مصليا مثل ابن عمر أشد استقبالا للقبلة بوجهه وكفيه وقدميه (3).
وروى نافع: أن ابن عمر كان يحيي بين الظهر إلى العصر (4).
هشام الدستوائي: عن القاسم بن أبي بزة: أن ابن عمر قرأ فبلغ (يوم

(1) أخرجه أبو نعيم 1 / 303.
(2) هو في " الحلية " 1 / 303.
(3) هو في " الحلية " 1 / 304، وروى ابن سعد في " الطبقات " 4 / 157 من طريق حماد بن مسعدة، عن ابن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال: كان ابن عمر يحب ان يستقبل كل شئ منه القبلة إذا صلى، حتى كان يستقبل بإبهامه القبلة.
(4) هو في " الحلية " 1 / 304.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 241 ... » »»