سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٣٧
ذلك مكيدة من عمرو بن العاص، فاصطلحوا وكتبوا (1) بينهم كتابا على أن يوافوا أذرح (2). ويحكموا حكمين.
قال: فلم يقع اتفاق. ورجع علي إلى الكوفة بالدغل (3) من أصحابه والاختلاف. فخرج منهم الخوارج، وأنكروا تحكيمه، وقالوا: لا حكم إلا لله. ورجع معاوية بالألفة والاجتماع. وبايعه أهل الشام بالخلافة في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين. فكان يبعث الغارات، فيقتلون من كان في طاعة علي، أو من أعان على قتل عثمان. وبعث بسر بن أبي أرطاة إلى الحجاز واليمن يستعرض الناس، فقتل باليمن عبد الرحمن وقثما ولدي عبيد الله بن عباس، ثم استشهد علي في رمضان سنة أربعين.
وصالح الحسن بن علي معاوية، وبايعه، وسمي عام الجماعة (4)، فاستعمل معاوية على الكوفة المغيرة بن شعبة، وعلى البصرة عبد الله (5) بن عامر بن كريز، وعلى المدينة أخاه عتبة ثم مروان، وعلى مصر عمرو بن العاص، وحج بالناس سنة خمسين. وكان على قضائه بالشام فضالة بن عبيد.
ثم اعتمر سنة ست وخمسين في رجب، وكان بينه وبين الحسين، وابن عمر، وابن الزبير، وابن أبي بكر، كلام في بيعة العهد ليزيد، ثم قال: إني متكلم بكلام، فلا تردوا علي أقتلكم، فخطب، وأظهر أنهم قد

(1) لفظ " كتبوا " سقط من المطبوع.
(2) أذرح: اسم بلد في أطراف الشام من نواحي البلقاء وعمان مجاورة لأرض الحجاز.
(3) الدغل: الفساد.
(4) في " تاريخ دمشق " 1 / 190 لأبي زرعة: سمعت أبا مسهر أملاه علينا أن معاوية بويع سنة أربعين وهو عام الجماعة. وانظر " تاريخ خليفة " 203.
(5) تحرف في المطبوع إلى " عبد الرحمن ".
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»