سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٣٨
بايعوا، وسكتوا ولم ينكروا (1)، ورحل على هذا (2). وادعى زيادا أنه أخوه (3)، فولاه الكوفة بعد المغيرة، فكتب إليه في حجر بن عدي وأصحابه، وحملهم إليه، فقتلهم بمرج عذراء (4). ثم ضم الكوفة والبصرة إلى زياد، فمات، فولاهما ابنه عبيد الله بن زياد.

(١) جملة " ولم ينكروا " سقطت من المطبوع.
(٢) انظر " الطبري " ٥ / ٣٠٣، ٣٠٤، و " ابن الأثير " ٣ / ٥٠٦، ٥١١، وابن كثير:
٨ / ٧٩، ٨٠، و " تاريخ خليفة ": ٢١٣، ٢١٧، و " تاريخ الاسلام " ٢ / ٢٥٠، ٢٦٢، للمؤلف.
(٣) وأخرج مسلم في " صحيحه " (٦٣) في الايمان: باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، من طريق أبي عثمان، قال: لما ادعي زياد، لقيت أبا بكرة، فقلت له: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " من ادعى أبا في الاسلام غير أبيه يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام "، فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرج المرفوع منه البخاري: ١٢ / ٤٦ في الفرائض. قال الحافظ: والمراد بزياد الذي ادعي: زياد بن سمية وهي أمه، كانت أمة للحارث بن كلدة وهو زوجها لمولى عبيد، فأتت بزياد على فراشه وهم بالطائف قبل أن يسلم أهل الطائف، فلما كان في خلافة عمر، سمع أبو سفيان ابن حرب كلام زياد عند عمر، وكان بليغا فأعجبه، فقال: إني لأعرف من وضعه في أمه، ولو شئت لسميته، ولكن أخاف من عمر، فلما ولي معاوية الخلافة، كان زياد على فارس من قبل علي، فأراد مداراته، فأطمعه في أنه يلحقه بأبي سفيان، فأصغى زياد إلى ذلك، فجرت في ذلك خطوب إلى أن ادعاه معاوية، فأمره على البصرة، ثم على الكوفة، وأكرمه، وسار زياد سيرته المشهورة، وسياسته المذكورة، فكان كثير من الصحابة والتابعين ينكرون ذلك على معاوية محتجين يحدث " الولد للفراش ".
(4) انظر " الطبري " 5 / 253، 270 و " ابن الأثير " 3 / 472، 488، وابن كثير:
8 / 53، 54 و " تاريخ الاسلام " 2 / 276. و " تاريخ خليفة ": 213، وروى الحاكم في " المستدرك " 3 / 469 من طريق إسماعيل بن علية، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين أن زيادا أطال الخطبة، فقال حجر بن عدي: الصلاة، فمضى في خطبته، فقال له: الصلاة، وضرب بيده إلى الحصى، وضرب الناس بأيديهم إلى الحصى، فنزل، فصلى، ثم كتب فيه إلى معاوية، فكتب معاوية: أن سرح به إلي، فسرحه إليه، فلما قدم عليه، قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: وأمير المؤمنين أنا؟ إني لا أقيلك ولا أستقيلك، فأمر بقتله، فلما انطلقوا به، طلب منهم أن يأذنوا له، فيصلي ركعتين، فأذنوا له، فصلى ركعتين، ثم قال: لا تطلقوا عني حديدا، ولا تغسلوا عني دما. وادفنوني في ثيابي، فإني مخاصم، قال: فقتل.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»