للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله! وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم; وكنت أمرا مسكينا من مساكين الصفة، ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه يوما: " إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي، ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول ".
فبسطت نمرة علي، حتى إذا قضى مقالته، جمعتها إلى صدري. فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شئ (1).
الزهري أيضا عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: تزعمون أني أكثر الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا، أصحب رسول الله على ملء بطني، وإنه حدثنا يوما، وقال: " من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي، ثم قبضه إليه، لم ينس شيئا سمع مني أبدا " ففعلت.
فوالذي بعثه بالحق، ما نسيت شيئا سمعته منه (2).
والحديثان صحيحان محفوظان (3).