سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٩٠
وهذا أصح. فمن فتوح خيبر إلى الوفاة أربعة أعوام وليال.
وقد جاع أبو هريرة، واحتاج، ولزم المسجد.
ولما هاجر، كان معه مملوك له، فهرب منه (1).
قال ابن سيرين: قال أبو هريرة: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع، حتى يقولوا: مجنون (2)!
هشام، عن محمد، قال: كنا عند أبي هريرة، فتمخط، فمسح بردائه، وقال: الحمد لله الذي تمخط أبو هريرة في الكتان! لقد رأيتني، وإني لاخر فيما بين منزل عائشة والمنبر مغشيا علي من الجوع، فيمر الرجل، فيجلس على صدري، فأرفع رأسي فأقول: ليس الذي ترى، إنما هو الجوع (3).

(1) أخرجه البخاري 5 / 117 في العتق: باب إذا قال لعبده: هو لله، ونوى العتق والاشهاد بالعتق، من طريق عبيد الله بن سعيد، عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق:
يا ليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت قال: وأبق مني غلام لي في الطريق، قال: فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته، فبينا أنا عنده، إذ طلع الغلام، فقال لي: يا أبا هريرة، هذا غلامك، فقلت: هو حر لوجه الله، فأعتقته. وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " 4 / 325، 326.
(2) " حلية الأولياء " 1 / 378.
(3) أخرجه البخاري 13 / 258 في الاعتصام: باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم...، والترمذي (2367) في الزهد: باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وابن سعد في " الطبقات " 4 / 327.
(٥٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 ... » »»