سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٢
مندل بن علي، عن ابن جريج، عن محمد بن كعب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفرض أمتي زيد بن ثابت ".
وقال الترمذي (1): حدثنا سفيان بن وكيع: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ". الحديث، وفيه: " وأفرضهم زيد بن ثابت ".
هذا غريب، وحديث الحذاء صححه الترمذي.
قلت: بتقدير صحة " أفرضهم زيد، وأقرأهم أبي " لا يدل على تحتم تقليده في الفرائض، كما لا يتعين تقليد أبي في قراءته، وما انفرد به.
روى عاصم، عن الشعبي، قال: غلب زيد الناس على اثنتين:
الفرائض والقرآن (2).
ويروى عن زيد، قال: أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وكساني قبطية (3).

(1) في سننه برقم (3790)، وهذا الاسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، لكن رواه الترمذي أيضا (3791) من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، وقال: حديث حسن صحيح، وهو كما قال. وأخرجه الفسوي في " تاريخه " 1 / 479، 480، من طريق سفيان، عن خالد الحذاء وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس، وصححه ابن حبان (2218)، والحاكم 3 / 422، ووافقه الذهبي. ونصه بتمامه: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
(2) " تهذيب ابن عساكر ": 5 / 449.
(3) القبطية: ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء، كأنه منسوب إلى القبط من أهل مصر، والحديث أخرجه الطبراني برقم (4743) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا إسماعيل ابن قيس، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت. وإسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد: نقل في " الميزان " عن البخاري والدارقطني قولهما فيه: منكر الحديث، وضعفه النسائي وغيره. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه منكر.
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»