خرج رسول الله إلى بني قريظة، مر بنا في صورة دحية، فأمرنا بلبس السلاح; ويوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين، مررت وهو يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فلم أسلم. فقال جبريل: من هذا يا محمد؟ قال: حارثة بن النعمان. فقال: أما إنه من المئة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة، ولو سلم لرددنا عليه (1).
وروي بإسناده منقطع: أن حارثة كف، فجعل خيطا من مصلاه إلى حجرته، ووضع عنده مكتلا فيه تمر وغيره; فكان إذا سلم مسكين، أعطاه منه، ثم أخذ على الخيط حتى يأتي إلى باب الحجرة، فيناول المسكين. فيقول أهله: نحن نكفيك. فيقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مناولة المسكين تقي ميتة السوء " (2).