سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٩
خرج رسول الله إلى بني قريظة، مر بنا في صورة دحية، فأمرنا بلبس السلاح; ويوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين، مررت وهو يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فلم أسلم. فقال جبريل: من هذا يا محمد؟ قال: حارثة بن النعمان. فقال: أما إنه من المئة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة، ولو سلم لرددنا عليه (1).
وروي بإسناده منقطع: أن حارثة كف، فجعل خيطا من مصلاه إلى حجرته، ووضع عنده مكتلا فيه تمر وغيره; فكان إذا سلم مسكين، أعطاه منه، ثم أخذ على الخيط حتى يأتي إلى باب الحجرة، فيناول المسكين. فيقول أهله: نحن نكفيك. فيقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مناولة المسكين تقي ميتة السوء " (2).

(1) ابن سعد 3 / 488 بدون سند، وفي الباب عند الطبراني برقم (3225) من طريق محمد بن عمران بن أب ي ليلى، حدثني أبي عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
وعمران بن محمد لم يوثقه غير ابن حبان، وأبوه سئ الحفظ، ومع ذلك فقد ذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 314، ونسبه للطبراني والبزاز، وقال: وإسناده حسن، رجاله كلهم وثقوا وفي بعضهم خلاف.
وأخرج أحمد 5 / 433، والطبراني (3226) من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد (مكان) فسلمت عليه، ثم أجزت، فلما انصرفت ورجع النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: " هل رأيت الذي كان معي "؟ قلت: نعم، قال: " فإنه جبريل وقد رد عليك السلام " وإسناده صحيح، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 313، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
(2) أخرجه ابن سعد 3 / 488، والطبراني 3 / 258 من طريق إسماعيل بن أبي فديك، قال:
حدثني محمد بن عثمان، عن أبيه أن حارثة بن النعمان.
قال الهيثمي في " المجمع " 3 / 112: وفيه من لم أعرفه.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»