سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٩
روي عن أبي الدرداء، قال: لولا ثلاث ما أحببت البقاء: ساعة ظمأ الهواجر، والسجود في الليل، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر (1).
الأعمش، عن غيلان، عن يعلى بن الوليد، قال: لقيت أبا الدرداء، فقلت: ما تحب لمن تحب؟ قال: الموت. قلت: فإن لم يمت؟ قال:
يقل ماله وولده (2).
قال معاوية بن قرة: قال أبو الدرداء: ثلاثة أحبهن، ويكرههن الناس:
الفقر، والمرض، والموت. أحب الفقر تواضعا لربي، والموت اشتياقا لربي، والمرض تكفيرا لخطيئتي (3).
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه: أن أبا الدرداء أوجعت عينه حتى ذهبت، فقيل له: لو دعوت الله؟ فقال: ما فرغت بعد من دعائه لذنوبي; فكيف أدعو لعيني (4)؟
حريز بن عثمان: حدثنا راشد بن سعد، قال: جاء رجل إلى أبي

(1) ابن عساكر 13 / 380 / 1.
(2) أخرجه ابن سعد 7 / 393 من طريق أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن غيلان بن بشير، عن يعلى بن الوليد، عن أبي الدرداء، وهو في تاريخ ابن عساكر 13 / 380 / 2. ولا إخال هذا يصح عن أبي الدرداء. فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة دعا لأنس - وكان يحبه بإطالة العمر وكثرة المال والولد.
(3) أخرجه ابن سعد 7 / 392 من طريق عمرو بن مرة قال: سمعت شيخا يحدث، عن أبي الدرداء، وإسناده ضعيف، لجهالة الواسطة بين عمرو بن مرة وأبي الدرداء. وهو في " ابن عساكر " 13 / 380، 381 / 1 وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأكمل والأفضل والواجب الاتباع، فقد كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفقر، وينهى عن تمني الموت، ويسأل الله العافية.
(4) ابن عساكر 13 / 381 / 2.
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»