سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٢١٣
مناديا: ألا يخرج معها إلا ذو محرم. فقالت بنت عميس: يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم؟ فجعلت نعشا وغشته ثوبا.
فقال: ما أحسن هذا وأستره!
فأمر مناديا، فنادى: أن اخرجوا على أمكم.
رواه عارم: حدثنا حماد: حدثنا أيوب (1).
وهي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أسر عكن لحوقا بي: أطولكن يدا ".
وإنما عنى طول يدها بالمعروف.
قالت عائشة: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. وكانت زينب تعمل وتتصدق. والحديث مخرج في مسلم (2).
وروي عن عائشة قالت: كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم; ما رأيت امرأة خيرا في الدين من زينب، أتقى لله،

(١) إسناده صحيح، وهو في " طبقات ابن سعد " ٨ / ١١١، لكن سقط من إسناده فيه ابن عمر، فيستدرك من هنا.
(٢) رقم (٢٤٥٣) في فضائل الصحابة: باب من فضائل زينب أم المؤمنين، من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا " قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: فكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق. وأخرج البخاري 3 / 226 من حديث عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقا؟ قال: " أطولكن يدا " فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد إنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة، قال ابن الجوزي: هذا الحديث غلط من بعض الرواة، والعجب من البخاري كيف لم ينبه عليه، ولا أصحاب التعاليق، ولا علم بفساد ذلك الخطابي فإنه فسره، وقال: لحوق سودة به من أعلام النبوة. وكل ذلك وهم، وإنما هي زينب، فإنها كانت أطولهن يدا بالعطاء كما رواه مسلم من طريق عائشة...
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»