سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٢١
صهيب... الحديث (1).
الواقدي: حدثنا عثمان بن محمد، عن عبد الحكم بن صهيب، عن عمر بن الحكم، قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول، في قوم من المسلمين، حتى نزلت: * (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) * [النحل:
110] (2).
قال مجاهد: فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه، وأما أبو بكر فمنعه قومه. وأخذ الآخرون - سمى منهم صهيبا - فألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ; فأعطوهم ما سألوا يعني: التلفظ بالكفر فجاء كل رجل قومه بأنطاع فيها الماء، فألقوهم فيها، إلا بلالا.

(1) وتمامه: ما قدمت عليك أحدا أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي، وتكتني بأبي يحيى، وتبذر مالك، فقال: أما تبذيري مالي، فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يحيى فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب، فإن الروم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم، وأنا رجل من النمر بن قاسط.
ورجاله ثقات خلا عبد الله والد مصعب فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، وضعفه ابن معين، وأخرجه بنحوه ابن سعد 3 / 226، 227 من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه..
وانظر " أسد الغابة " 3 / 39، و " الإصابة " 5 / 162، وتهذيب ابن عساكر 6 / 455.
(2) الخبر في " طبقات ابن سعد " 3 / 248، وقد ورد نص الآية فيها، وفي الأصل وفي الإصابة هكذا * (والذين هاجروا في الله من بعدما فتنوا) * وهي علاوة على كونها خطأ، وصوابها * (من بعد ما ظلموا) * ليست هي الآية التي نزلت في حق هؤلاء، وإنما هي ما أثبتناه، وما أدري كيف خفي هذا على المؤلف وغيره، أما السيوطي فقد نقل الخبر في " الدر المنثور " 4 / 132 عن ابن سعد في بيان سبب نزول الآية التي أثبتناها.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»