معاوية بن صالح: عن ربيعة بن يزيد (1)، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة (2) قال: لما حضر معاذا الموت قلنا: أوصنا، قال: أجلسوني.
ثم قال: إن الايمان والعلم مكانهما، من ابتغاهما وجدهما. قالها ثلاثا، فالتمسوا العلم عند أربعة: أبي الدرداء، وسلمان، وابن مسعود، و عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم. فإني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: إنه عاشر عشرة في الجنة " (3). رواه الليث وكاتبه عنه.
وعن المدائني أن سلمان الفارسي قال: لو حدثتهم بكل ما أعلم، لقالوا:
رحم الله قاتل سلمان (4).
معمر، عن قتادة: كان بين سعد بن أبي وقاص وبين سلمان شئ، فقال:
انتسب يا سلمان، قال: ما أعرف لي أبا في الاسلام، ولكني سلمان ابن الاسلام! فنمي ذلك إلى عمر، فلقي سعدا، فقال: انتسب يا سعد، فقال:
أنشدك بالله يا أمير المؤمنين، قال: وكأنه عرف، فأبى أن يدعه حتى انتسب.
ثم قال: لقد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية، وأنا عمر ابن الاسلام أخو سلمان ابن الاسلام، أما والله لولا شئ، لعاقبتك، أو ما علمت أن رجلا انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية فكان عاشرهم في النار؟ (5).