سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٥٤٩
مالك في " الموطأ ": عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان:
هلم إلى الأرض المقدسة. فكتب إليه: إن الأرض لا تقدس أحدا، وإنما يقدس المرء عمله. وقد بلغني أنك جعلت طبيبا، فإن كنت تبرئ، فنعما لك، وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا، فتدخل النار. فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين، ثم أدبرا عنه، نظر إليهما، وقال: متطبب والله، ارجعا أعيدا علي قصتكما (1).
أبو عبيدة بن معن: عن الأعمش، عن أبي البختري قال: جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله، فدخلا على سلمان في خص، فسلما وحيياه، ثم قالا: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري. فارتابا قال: إنما صاحبه من دخل معه الجنة. قالا: جئنا من عند أبي الدرداء، قال: فأين هديته؟ قالا: ما معنا هدية. قال: اتقيا الله، وأديا الأمانة، ما أتاني أحد من عنده إلا بهدية، قالا: لا ترفع علينا هذا، إن لنا أموالا فاحتكم، قال: ما أريد إلا الهدية، قالا:
والله ما بعث معنا بشئ إلا أنه قال: إن فيكم رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا به، لم يبغ غيره، فإذا أتيتماه، فأقرئاه مني السلام. قال: فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه؟ وأي هدية أفضل منها (2)؟
وكيع: عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، والمغيرة بن شبل، عن طارق بن شهاب، عن سلمان قال: إذا كان الليل، كان الناس منه على ثلاث

(1) أخرجه مالك في " الموطأ " ص (480) في الوصية: باب جامع القضاء برقم (7). وأبو نعيم في الحلية " 1 / 205.
(2) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 201، والطبراني (6058). وذكره الهيثمي في " المجمع " 8 / 41، وقال: رجاله رجال الصحيح. غير يحيى بن إبراهيم المسعودي، وهو ثقة.
(٥٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 ... » »»