سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٣١٠
الخيلاء، وإني امرؤ أحب الجمال، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا رجل رفيع الصوت، فقال: " يا ثابت! أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة " (1)؟.
أيوب عن عكرمة قال: لما نزلت (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية [الحجرات: 2]، قال ثابت بن قيس: أنا كنت أرفع صوتي فوق صوته، فأنا من أهل النار، فقعد في بيته، فتفقده رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فذكر ما أقعده فقال: بل هو من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة، انهزم الناس، فقال ثابت:
أف لهؤلاء ولما يعبدون! وأف لهؤلاء ولما يصنعون! يا معشر الأنصار! خلوا سنني لعلي أصلى بحرها ساعة، ورجل قائم على ثلمة، فقتله وقتل (2).

(١) إسناده قوي، لكنه مرسل كما قال الحافظ في الفتح ٤ / ٦٢١، وأخرجه الحاكم ٣ / ٢٣٤ من طريق ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن ثابت بن قيس. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي. وفيه أن إسماعيل بن محمد لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما. وكذا أبوه محمد بن ثابت.
وأخرجه مسلم (١١٩) من طريق حماد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك أنه قال:
" لما نزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي...) إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت؟ أشتكى؟ قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى. قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي، صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل هو من أهل الجنة ".
وانظر " مجمع الزوائد " ٩ / ٣٢١ - ٣٢٢، وانظر ابن كثير ٤ / ٢٠٦ - ٢٠٧، وأخرجه عبد الرزاق (٢٠٤٢٥) من طريق معمر، عن الزهري، عن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله...
(٢) إسناده صحيح، لكنه مرسل. ونسبه الحافظ في " الفتح " ٦ / ٦٢١ إلى ابن سعد.
وأخرجه أحمد بنحوه ٣ / ١٣٧ من طريق هاشم، عن سليمان، عن ثابت، عن أنس..، وأخرج بعضه مسلم (١١٩) وقد تقدم بتمامه في الحديث السابق. وفي البخاري (٣٦١٣) في المناقب: باب علامات النبوة في الاسلام، من طريق علي بن عبد الله، عن أزهر بن سعد عن ابن عون قال: أنبأني موسى بن أنس، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، افتقد ثابت بن قيس. فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته، منكسا رأسه. فقال: ما شأنك؟ فقال: شر. كان يرفع صوته فوق صوت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله، وهو من أهل الأرض، فأتى الرجل، فأخبره أنه قال كذا وكذا. فقال موسى بن أنس: فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة. فقال: " اذهب إليه فقل له:
إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة ".
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»