سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٥٥
قال أبو عمر النمري: أسلم أبو السائب بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين، وتوفي بعد بدر. وكان عابدا (1) مجتهدا، وكان هو، وعلي، وأبو ذر هموا أن يختصوا (2).
وروي من مراسيل عبيد الله بن أبي رافع قال: أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رأسه حجرا، وقال: هذا قبر فرطنا (3).
وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.
ابن المبارك: عن عمر بن سعيد، عن ابن سابط: قال عثمان بن مظعون لا أشرب شرابا يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلما حرمت الخمر قال: تبا لها، قد كان بصري فيها ثاقبا (4).
هذا خبر منقطع لا يثبت، وإنما حرمت الخمر بعد موته (5).

(1) تحرفت في المطبوع إلى " عبدا ".
(2) راجع تفسير الآية (87) من سورة المائدة عند كل من الطبري، وابن كثير. وانظر " الاستيعاب " 8 / 62.
(3) أخرجه ابن سعد 3 / 1 / 289، والحاكم 3 / 190 وصححه 3 / 190 وصححه فأخطأ. فإن في سنده الواقدي وهو متروك. أما الذهبي فقد تعقبه بقوله: سنده واه كما ترى.
(4) أخرجه ابن سعد 3 / 1 / 286 وفيه " على أن أنكح كريمتي من لا أريد ". وابن سابط هو عبد الرحمن تابعي أرسل عن النبي، صلى الله عليه وسلم.
(5) وأعله صاحب " الاستيعاب " 8 / 63 - 64 أيضا، بأن تحريم الخمر - عند أكثر هم - إنما كان بعد أحد.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»