الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٦٢
4 - كلمة في التوقي من التحريف هذا العنوان يحتمل معنيين، وقد قصدتهما:
يحتمل معنى وقوع القارئ في تحريف يحصل له، فيحرفه عن الصواب.
ويحتمل معنى وقوع القارئ في تحريف حصل لغيره فمشى هو عليه، ولم يتنبه له.
أما المعنى الأول: فواضح، ولا حاجة بي إلى شرحه، وينظر في مقدمة " تصحيفات المحدثين " لأبي أحمد العسكري رحمه الله، التصحيف والتحريف: معناهما، وخطرهما، و..، ومع ذلك فستأتي أمثلة على ذلك.
وأما المعنى الثاني: فهو الذي يهمنا هنا، وهو ضرورة يقظة القارئ يقظة تحصنه من الوقع فيما وقع لغيره - على إمامته - متابعة له على التحريف الذي حصل له.
وهذه اليقظة هي سبيل رئيسي للسلامة من المتابعة على الخطأ، لكنها لا تتيسر للإنسان في كل كلمة أو اسم، فالسبيل الآخر العاضد لها هو مراجعة الأصول والمصادر التي ينقل عنها من تقرأ له، فقد تتحرف الكلمة بكلمة أخرى تقرب منها في المعنى، فتأولها وأنت تقرأ، وتمشيها، فإذا تيسر لك الرجوع إلى المصدر انكشف لك وجه الصواب.
وقد يتحرف عليك اسم الراوي، أو اسم رجل في عمود نسبه، فلا تتنبه له، لأن الأسماء لا ضابط لها من معنى أو إعراب، وسبيل كشف تحريف الأسماء: حفظها أو مراجعة المصادر الأخرى.
وتقدم قولي مرارا: إنه انكشف لي من جراء مراجعة المصادر الأصلية وقوع تحريف كثير جدا في المصادر المطبوعة، وهذا ما لا يخالف فيه أحد، ولا حاجة بي إلى ذكر أمثلة عليه.
لكن الذي أريد أن أقوله تحت هذا الاحتمال الثاني: إنه انكشف لي تحريفات حصلت في مصادر بعض الأئمة الذين أصبحت كتبهم مصادر عالية لمن جاء بعدهم، وهذا أمر خطير يستدعي منا مراجعة كل نقل في مصدره الذي استقى منه المؤلف، أو اقتبس منه أي كاتب.
وهذه بعض الأمثلة، سواء كانت تتعلق برجال " الكاشف " أو لا.
1 " - إسماعيل بن شروس الصنعاني، ترجمه البخاري في " تاريخه الكبير " 1 (1138) وقال: " قال
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست