تهذيب الكمال - المزي - ج ٢٩ - الصفحة ١٢
وقال غيره: مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين غازيا بمرو الروذ بقرية يقال لها: داغول، وله ست وسبعون سنة، كان مولده في فتح مكة.
وقال نهار بن توسعة يرثيه:
لله دركم غداة دفنتم * سم العداة ونابلا لا يحظر.
ان تدفنوه فان مثل بلائه * في المسلمين وذكره لا يقبر.
كان المدافع دون بيضة مصره * والجابر العظم الذي لا يجبر.
والكافي الثغر المخوف بحزمه * وبيمن طائره الذي لا ينكر.
أنى لها مثل المهلب بعده * هيهات هيهات الجناب الأنضر.
كل امرئ ولي الرعية بعده * بدل لعمر أبيك منه أعور.
ما ساسنا مثل المهلب سائسا * أعفي عن الذنب الذي لا يغفر.
لا لا وأيمن في الحروب بفتية * منه واعدل في النهاب وأوقر.
وأشد في حق العراق شكيمة * يخشى بوادرها الامام الأكبر.
جمع المروءة والسياسة والتقى * ومحاسن الاخلاق منها أكثر.
تحرى له الطير الأيامن عمره * ولو أنه خمسين عاما يحظر.
لما رأى الامر العظيم وأنه * سيحل بالمصرين امر منكر.
وأرنت العوذ المطافل حوله * حذر السباء وزل عنها المئزر.
القى القناع وصار نحو عصابة * حرز فذاقوا الموت وهو مشمر.
كان المهلب للعراق سكينة * وولي حادثها الذي يستنكر (1).

(1) وقال الذهبي في " الكاشف ": صدوق دين شجاع. (3 / الترجمة 5765) وقال ابن عبد البر في " الاستيعاب ": له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وهو ثقة ليس به بأس، واما من عابه بالكذب فلا وجه له، لان صاحب الحرب يحتاج إلى المعاريض والحيلة، فمن لم يعرفها عدها كذبا وهو الذي حمى البصرة من الأزارقة الخوارج والصفرية (4 / 1692). وقال ابن حجر في " التقريب ": من ثقات الأمراء وكان عارفا بفنون الحرب فكان أعداؤه يرمونه بالكذب. قال بشار: الذين رموه بالكذب هم الخوارج، وهذا مما لا يعتد به.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست