فتناطرا قيام الليل فقال أبو موسى: أنا أقوم أول الليل وأنام آخره.
فقال معاذ: وأنا أنام أول الليل وأقوم آخره فأحتسب نومي كما أحتسب قومي (1). قال: وجاء معاذ وعند أبي موسى رجل فقال:
هذا كان كافرا فأسلم ثم ارتد، فقال معاذ: لا أنزل أو لا أجلس حتى يقتل. قال: فقتل.
وبه، قال الحافظ أبو بكر (2): أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله ابن زياد القطان، قال: حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا محمد ابن عباد المكي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، قال: ذكروا القدرية عند ابن عباس بعد ما ذهب بصره، فقال: هل في البيت أحد منهم؟ فأروني آخذ برأسه. وقال ابن عباس: إنه منظوم بالتوحيد، إنه حين جاءه جبريل في الصورة التي لم يكن يراه فيها وهو لا يعرفه، فسأله عن الايمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو كذا وكذا والايمان بالقدر خيره وشره. قال: وقال غيره: أخذ برأسه فأنصبه.
قال أبو عمران (3) موسى بن هارون: لا نعلم في الأرض أحدا روى حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير محمد بن عباد.