وقال سفيان بن عيينة (1) عن أبي حمزة الثمالي أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتتبع به المساكين في ظلمة الليل، ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب.
وقال يونس بن بكير (2)، عن محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل. وقال جرير بن عبد الحميد (3)، عن عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا، فسألوا عنه، فقالوا: هذا مما كان ينقل الجرب بالليل على ظهره إلى منازل الأرامل.
وقال جرير (4) أيضا، عن شيبة بن نعامة: كان علي بن الحسين يبخل، فلما مات وجدوه يعول مئة أهل بيت بالمدينة.
وقال محمد بن زكريا الغلابي (5)، عن ابن عائشة، عن أبيه، عن عمه: قال أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.
وقال واقد بن محمد العمري (6)، عن سعيد بن مرجانة: أعتق علي بن الحسين غلاما له، أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار.