وقال محمد بن معن الغفاري (1)، عن أبيه، عن أمه، عن عمها معن بن نضلة: قالت: قال لي: واعجبا لبني مالك ما التفت إلى حلقة من حلق المسجد فيها مشيخة الا رأيته مع ذوي الأسنان منهم.
قال محمد بن معن (2): يعني: عراك بن مالك.
وقال الزبير بن بكار، عن محمد بن الضحاك، عن المنذر بن عبد الله: إن عراك بن مالك كان من أشد أصحاب عمر بن عبد العزيز على بني مروان في انتزاع ما حازوا من الفئ والمظالم من أيديهم، فلما ولي يزيد بن عبد الملك ولى عبد الواحد بن عبد الله النصري (3) المدينة فقرب عراكا، وقال: صاحب الرجل الصالح. وكان لا يقطع أمرا دونه، وكان يجلس معه على سريره، فبينا هو يوما معه إذ أتاه كتاب يزيد أن ابعث مع عراك حرسيا حتى ينزله دهلك وخذ من عراك حمولته. فقال لحرسي - وعراك معه على السرير: خذ بيد عراك فابتغ من ماله راحلة ثم توجه إلى دهلك حتى تقره بها. ففعل ذلك الحرسي، وكان عراك يغدو بأمه إلى المسجد فيصلي فيه الصلوات ثم ينصرف بها، فما تركه الحرسي يصل إليها، وكان أبو بكر بن حزم نفى الأحوص إلى دهلك في إمرة سليمان بن عبد الملك، فلما ولي يزيد أرسل إلى الأحوص فأقدمه إليه فمدحه الأحوص فأكرمه. قال: فأهل دهلك يؤثرون الشعر عن الأحوص، والفقه عن عراك.
وقال ضمام بن إسماعيل، عن عقيل بن خالد: كنت بالمدينة في الحرس فلما صليت العصر إذا برجل يتخطى الناس يسأل عن عراك بن