تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٣١٦
روى عن: النبي (بخ م د سي) صلى الله عليه وسلم: " إنه ليغان (1) على قلبي... الحديث (2). وقيل: عنه، عن عبد الله بن عمر (سي)، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح الأول (3)، وروى عن: أبي بكر الصديق.
روى عنه: عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومعاوية بن قرة

(1) ليغان: الغين والغيم واحد، والمراد هنا ما يتغشى القلب.
(2) وتتمته من صحيح مسلم (كتاب الذكر والدعاء: 2702): " وإني لاستغفر الله في اليوم مئة مرة ". ورواه البخاري في الأدب كما ذكر المزي، وفي تاريخه الكبير (1 / 2 / 43)، وأبو داود في الصلاة، والطبراني 1 / 278 وغيرهم.
(3) قال العلامة مغلطاي: " وفي قول المزي: روى عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " نظر، لأني لم أر له فيه سلفا، وأظنه من طغيان القلم. والذي رأيته عند العسكري والبخاري وأبي حاتم الرازي والطبراني والإمام أحمد بن حنبل وأبي منصور الباوردي وأبي القاسم البغوي وجده أحمد في مسنده وغيرهم ممن لا يحصون كثرة أن الأغر حدث عبد الله، لا أن عبد الله حدث الأغر، والله أعلم. " (إكمال، 1 / الورقة: 137).
قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: كلام مغلطاي هذا لا يسوى سماعه، ولولا أن يتوهم البعض ما يتوهم ما كنت أوردته، فالمزي لم يقل أبدا أن الأغر حدث عن عبد الله بن عمر، إنما أورد رواية وقعت في " اليوم والليلة " للامام النسائي هكذا، فأوردها للرد عليها وبيان أن الصحيح " عبد الله بن عمر، عن الأغر "، وهذا واضح من رقمه على هذه الرواية برقم " سي "، وقوله بعدها:
" والصحيح الأول "، وقال المزي - رحمه الله تعالى - في مسند الأغر من " الأطراف " عند كلامه على أسانيد النسائي في " اليوم والليلة " التي روى بها هذا الحديث: " وروي عن غندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، عنن الأغر، عن ابن عمر - وهو وهم، وسيأتي. (1 / 79). وقال في مسند عبد الله بن عمر: " الأغر المزني - وله صحبة - عن ابن عمر - وهو وهم. (سي) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة ". هكذا وقع في بعض الروايات، والصواب: " يحدث ابن عمر "، وقد تقدم التنبيه عليه في مسند الأغر " (5 / 320). قال بشار أيضا:
وكأنه لم يقرأ قول المزي بعد ذلك: " روى عنه عبد الله بن عمر بن الخطاب "، فهذا كله يشير إلى أن المزي إنما قاله لبيان الوهم، ثم لا يفترض في كل الذي يقوله انسان أن يكون له فيه سلف، والا انعدمت الأصالة ورضي دائما بما قيل، اللهم نسألك العافية!
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»