قال نجاح وهم بأن يدعو به ليناظرهم فقال له عبيد الله يا سيدي قد كتب إلي يعتذر ويزعم أن النبيذ حمله على ما كان منه وهذه رقعته بذلك وهؤلاء خدم أمير المؤمنين فإذا حدث عليهم حادثة لم يؤخذ منهم عوض وهم أصحاب المملكة والمتصرفون فيها فإذا أوقع بهم فمن يقوم بالأعمال ونجاح فإنما بذل أن يضمن هذه الجماعة لينفرد وحده ويتمكن من كتاب المملكة وهم يضمنونه وحده بما بذل عنهم جميعا لا يزول عن المملكة إلا كاتب واحد فاغتاظ المتوكل وقال إنا كذبني (1) وغرني وتقدم بتسليمه إليهم وأن يخلع عليهم فانصرفوا وهو (2) بين أيديهم فجمعهم بينهم صدرا من المال مال الضمان وحملوه لأن مال نجاح لم يكن يفي (3) بما ضمنوه عنه وبسطوا عليه الضرب والعسف والتضييق وسأل المتوكل عنه الفتح مرات وبلغ الخبر خبر ضربهم إياه فقال لعبيد الله إن أمير المؤمنين قد سألني عن نجاح ثلاث دفعات وقد وقفت على ضربكم إياه ولست آمن أن يتلف فينكر علي تركي تعريفه خبره ولا بد من إخباره به فدفعه عن ذلك فلم يندفع فقال له أنت أعلم فخبر المتوكل وقد سأل عنه أنه مضيق عليه مضروب مقيد فقال المتوكل لا ولا كرامة تقدم بإحضار الحسين بن إسماعيل ابن أخي إسحاق بن إبراهيم وكان يتقلد الشرطة بحضرته فقال له اقبض على نجاح فاجعله عندك ووسع عليه ولا يوصل إليه سوء إلا بإذني ففعل ذلك وحماه فلا رأت الجماعة ذلك أيقنت بالهلاك ولم يشك أن نجاحا سيعمل الحيلة عليهم فجعلوا يفكرون في الاحتيال عليه إلى أن وجدوا عملا عمله في وقت من الأوقات الحسين بن إسماعيل في وقت تقلده فارس ألزمه فيه عشرين ألف ألف درهم وقد حكي لي (4) من جهة أخرى أنهم زوروا (5) العمل وادعوا على نجاح فلما وقع في أيديهم أحضروا الحسين فأقرأوه العمل ثم قالوا له أيما أحب إليك نجاح أم نفسك إما كفيتناه وإما أنفذنا هذا إلى أمير المؤمنين حتى يتقدم بمطالبتك به فقال لهم (6) قد كفيتم وانصرف إليه فوضع عليه فقتله في يوم الاثنين لثمان بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومئتين فلما عرفوا خبره صاروا إلى المتوكل ليخبروه بأنه قد مات وهم وجلون مما
(٤٥٦)