قال (1) كنت مع علي حين بعث إلى الأشتر أن (2) يأتيه وقد أشرف على عسكر معاوية ليدخله فأرسل إليه علي يزيد بن هانئ أن ائتني فأتاه فبلغه عن علي فقال له ليس هذه الساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقعي وأنا أرجو أن يفتح الله لي فرجع يزيد إلى علي فأخبره فما هو إلا أن انتهى إلينا يزيد إذ ارتفع الرهج من قبل الأشتر وعلت الأصوات وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام (3) فقال له القوم والله ما نراك أمرته إلا أن يقاتل القوم فقال علي ومن أين ترون ذلك أرأيتموني ساررته أليس إنما كلمته على رؤوسكم علانية قالوا فابعث إليه فليأتك وإلا والله اعتزلناك فقال ويحك يا يزيد ائته فقل له اقبل (4) إلي فإن الفتنة قد وقعت فأتاه يزيد فأخبره فقال الأشتر الرفع هذه المصاحف قال نعم فقال الأشتر أما والله لقد ظننت أنها حين رفعت أنها ستوقع اختلافا وفرقة إنها مشورة عمرو (5) بن العاص ثم قال ليزيد ألا ترى إلى الفتح ألا ترى ما يلقون ما ينبغي لنا أن ندع هذا وننصرف عنه قال فقال يزيد أتحب أنك ظفرت ها هنا وهو بمكانه الذي هو به يعني علينا فانفرج عنه أو يسلم إلى عدوه فقال الأشتر سبحان الله لا والله ما أحب ذلك قال فإنهم قد قالوا له لترسلن إلى الأشتر فليأتك أو (6) لنقتلنك كما قتلنا ابن عفان فاقبل الأشتر حتى انتهى إليهم وصاح بهم يا أهل الذل والوهن أحين علوتم القوم ظهرا وظنوا أنكم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وقد والله تركوا ما أمر الله فيها فسنة من أنزلت عليه فلا تخشونهم وأمهلوني فواقا (7) فإني قد أحسست (8) بالفتح فقالوا لا والله فقال أمهلوني عدوة الفرس فإني قد طمعت في النصر قالوا إذا ندخل معك في خطيئتك فقال فحدثوني عنكم (9) وقد قتل أماثلكم وبقي أراذلكم (10) متى كنتم محقين أحين كنتم تقتلون وخياركم يقتلون أم أنتم الآن حين أمسكتم عن القتال مبطلون أم أنتم الآن إذا أمسكتم عن
(٣٨٧)