تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٥٢ - الصفحة ٢٠٥
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل (1) القاضي قال توفي أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة ودفن وقد أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم في داره برحبة يعقوب ولم يغير شيبة وكان السواد في شعره ولحيته كثيرا وأخبرني أن مولده في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين وكان أسمر إلى الأدمة أعين نحيف الجسم مديد القامة فصيح اللسان ولم يؤذن به أحد واجتمع عليه من لا يحصيهم عددا إلا الله وصلي على قبره عدة شهور ليلا ونهارا ورثاه خلق كثير من هل الدين والأدب فقال ابن الأعرابي في مرثيه له طويلة (2) * حدث مقظع وخطب جليل * ودق عن مثله اصطبار الصبور قام ناعي العلوم أجمع لما * قام ناعي محمد بن جرير فهوت أنجم لها زاهرات * مؤذنات رسومها بالدثور وتغشى ضياءها النير الإشراق * ثوب الدجنة الديجور وغدا روضها الأنيق هشيما * ثم عادت سهولة كالوعور يا أبا جعفر مضيت حميدا * غير وأن في الجد والتشمير بين آجر على اجتهادك موفور * وسعي إلى التقى مشكور مستحقا به الخلود لدى جنة * عدن في غبطة وسرور * أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا أبو الفرج المعافي بن زكريا أنشدنا أبو محمد الحسن بن عثمان البزار (3) أنشدني محمد بن الرومي مولى الطاهري في أبي جعفر محمد بن جرير الطبري * كان بحرا من العلوم فلما * فاظ (4) بالنفس غاض بحر معين من له بعده إذا هو لا هو * مثله غيره عليه أمين * آخر الجزء السادس بعد الستمائة من الفرع

(١) عن أحمد بن كامل روي في تاريخ الاسلام (حوادث سنة ٣٠١ - ٣١٠) ص ٢٨٥ وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٨٢.
(٢) الأبيات في تاريخ بغداد ٢ / 166 - 167 والأول والثاني في تاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء.
(3) كذا بالأصل ود، وفي " ز ": البزاز.
(4) كذا بالأصل ود، وفي " ز ": فاض.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست