تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٥٢ - الصفحة ٢٠٦
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (1) أبو منصور بن عبد الملك أنبأنا أحمد بن علي الحافظ (2) قال قرأت على أبي الحسين هبة الله بن الحسن الأديب لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد يرثي أبا جعفر الطبري * لن تستطيع لأمر الله تعقيبا * فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا وافزع إلى كنف التسليم وارض بما * قضى المهيمن مكروها ومحبوبا إن العزاء إذا عزته (3) جائحة * ذلت عريكته فانقاد مجنوبا فإن قرنت إليه العزم أيده * حتى يعود لديه الحزن مغلويا فارم الأسى بالأسى يطفي مواقعها * جمرا خلال ضلوع الصدر مشبوبا * الأسى الحزن والأسى جمع أسوة كقوله " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " (4) * من صاحب الدهر لم يعدم مجلجله (5) * يظل منها طوال العيش منكوبا أن الرزية (6) وفر تزعزعه * أيدي الحوادث تشتيتا وتشذيبا ولا تفرق آلاف يقوت بهم * بين يغادر حبل الوصل مقضوبا لكن فقدان من أضحى بمصرعه * نور الهدى وبهاء العلم مسلوبا أودي أبو جعفر والعلم فاصطحبا * أعظم بذا صاحبا إذ ذاك مصحوبا إن المنية لم تتلف به رجلا * بل أتلفت علما للدين منصوبا أهدي الردى للثرى إذ نان مهجته * نجما على من يعادي الحق منصوبا (7) كان الزمان به تصفو مشاربه * فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا كلا وأيامه الغر التي جعلت * للعلم نورا وللتقوى محاريبا لا ينسري الدهر عن شبه له أبدا * ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا أوفي بعهد وأورى عند مظلمة * زندا وآكد إبراما وتأديبا

(١) زيادة عن " ز "، ود، لتقويم السند.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٦٧ والقصيدة أيضا في سير أعلام النبلاء ١٤ / 280 وما بعدها.
(3) بالأصل: " أعرته " والمثبت عن د، و " ز "، وتاريخ بغداد.
(4) سورة الأحزاب، الآية: 21.
(5) بالأصل: مجلحة، والمثبت عن " ز "، ود، وتاريخ بغداد.
(6) في تاريخ بغداد: البلية.
(7) في تاريخ بغداد: مصبوبا.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست