فقال خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال عليك دين قال نعم قال يا عباسي (1) اقض دينه ثم انصرفنا فقال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا فقلت ههنا الفضيل بن عياض فقال امض بنا إليه فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية يرددها فقال لي أقرع فقرعت فقال من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي ولأمير المؤمنين فقلت سبحان الله أوما عليك طاعة أو ليس قد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ليس للمؤمن أن يذل (2) نفسه [* * * *] قال فنزل ففتح الباب قال عبد الكريم بن حمزة وساق الخبر بطوله في موعظة الفضيل لهارون الرشيد وذكر ذلك بركات فقال ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة قال فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت يد هارون إليه فبكى وقال أوه من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله قال قلت في نفسي لنكلمنه الليلة بكلام تقي من قلب تقي (3) فقال له خذ لما جئنا له رحمك الله فقال إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حياة فقال لهم إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة يا أ وأصحابك نعمة فقال له المؤمنين بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة فقال له سالم بن عبد الله إن أردت النجاة غدا من عذاب الله عز وجل فصم عن الدنيا وليكن إفطارك فيها الموت وقال له محمد بن كعب القرظي إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين (4) عندك أبا وأوسطهم عندك أخا وصغيركم (5) عندك ولدا فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك وقال له رجاء بن حياة إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب
(٤٣٨)