" إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق (1) " فقال له هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك وتقو (2) بها على عبادة ربك فقال سبحان الله أنا أدلك على النجاة وتكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما صرنا على الباب قال لي هارون يا عباسي (3) إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا هذا أزهد المسلمين اليوم أو كلمة نحوها وقال غير أبي عمر في هذا الحديث فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت يا هذا أترى سوء ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت هذا المال تفرجنا به (4) فقال لها مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه فلما سمع هارون الكلام قال ادخل فعسى أن يقبل المال قال فدخلنا فلما علم به الفضيل خرج فجلس على تراب في السطح وجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه فلم يجبه فبينما نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت يا هذا قد أذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك الله قال فانصرفنا أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المري حدثنا النعمان بن أحمد بن أحمد بن نعيم الواسطي قاضي تستر حدثنا الحسن بن علي الأزدي المعروف بابن السمسار حدثنا محمد ابن علي النحوي حدثنا الفضل بن الربيع قال حج أمير المؤمنين هارون الرشيد قال فبينا أنا ليلة نائم بمكة إذ سمعت قرع الباب فقلت من هذا فقال أجب أمير المؤمنين فخرجت مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين هلا أرسلت إلي فأتيك فقال إنه حك في نفسي شئ فانظر لي رجلا أسأله عنه فقلت ههنا سفيان بن عيينة قال فامض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ لما جئنا له رحمك الله فحادثه ساعة فقال له أعليك دين قال نعم قال يا عباسي (5) اقض (6) دينه ثم التفت إلي فقال يا عباسي (5) ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظر لي رجلا
(٤٤٠)