قال وحدثنا أبو عروبة حدثنا بندار حدثنا بشر بن عمر حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي قال قيل لعمر بن عبد العزيز إن غيلان يقول في القدر فمر به غيلان فقال ما تقول في القدر فتعوذ فتلى هذه الآية " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " إلى قوله " إما شاكرا وإما كفورا " (1) فقال عمر إن الكلام فيه عريض طويل ما تقول في العلم أنافذ هو قال نعم قال أما والله لو لم تقلها لضربت عنقك أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا عمرو بن مهاجر قال استأذن غيلان على عمر بن عبد العزيز فأذن له فقال ويحك يا غيلان ما الذي بلغني عنك أنك تقول قال إنما أقول بقول الله " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " إلى قوله " إما شاكرا وإما كفورا " قال عمر تم السورة ويحك أما تسمع الله يقول " وما تشاءون إلا أن يشاء الله " (2) ويحك يا غيلان أما تعلم أن الله " جاعل في الأرض (3) " إلى " العليم الحكيم " (4) فقال غيلان يا أمير المؤمنين لقد جئتك جاهلا فعلمتني وضالا فهديتني قال اخرج ولا يبلغني أنك تكلم بشئ من هذا حدثني أبو المعمر الأنصاري أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا إسماعيل ابن عياش عن عمرو بن مهاجر قال قدم غيلان على عمر بن عبد العزيز فأتيت عمر فقلت يا أمير المؤمنين قدم غيلان وهو بالباب قال أدخله وأغلق الباب قال فدخل على عمر فسلم ودعا له ثم قال اجلس فجلس وسأله عن الناس فأخبره صلاحا من الناس فحمد الله على ذلك ثم قال ويحك يا غيلان ما هذا الكلام الذي بلغني عنك قال يا أمير المؤمنين أتكلم وتسمع قال تكلم قال فقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " حتى بلغ (إما شاكرا وإما كفورا " ثم
(١٩٤)