تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٥٠٧
فيحمل عليه عيسى قال فيطعن بحربته بين يديه فيقتله قال قال وتفر جنده تحت الحجارة والشجر قال وعامة جنده اليهود والمنافقون قال فينادي الحجر يا روح الله هذا تحتي كافر فاقتله قال فيأمر عيسى بالصليب فيكسر وبالخنزير فيقتل وتضع الحرب أوزارها حتى إن الذئب ليرفعن إلى جنبه ما يغمز بها قال وحتى أن الصبيان ليلعبون بالحيات ما تنهشم قال ويملأ الأرض عدلا قال فبينما هم كذلك اسمعوا صوتا قال فتحت يأجوج ومأجوج قال وهو كما قال الله عز وجل " وهم من كل حدب ينسلون " قال فيفسدون الأرض كلها حتى إن أوائلهم ليأتي النهر العجاج فيشربونه كله وإن آخرهم ليقول قد كان ههنا نهر قال ويحاصرون عيسى ومن معه ببيت المقدس ويقول ما يعلم في الأرض يعنى أحدا إلا قد أنخناه هلموا نرمي من في السماء قال فيرمون حتى ترجع إليهم سهامهم في نصولها الدم للبلاء فيقولون ما بقي في الأرض ولا في السماء قال فيقولون المؤمنون يا روح الله ادع عليهم بالفناء فيدعو الله عليهم فيبعث النغف في آذانهم قال فيقتلهم في ليلة واحدة قال فتنتن الأرض كلها من جيفهم قال فيقولون يا روح الله نموت من النتن قال فيدعو الله فيبعث وابلا من المطر فجعله سيلا فيقذفهم كلهم في البحر ثم يسمعون صوتا فيقال مه قيل غزا البيت الحصين قال فيسمعون حديثا فيجدون أوائل ذلك الجيش ويقبض عيسى بن مريم ووليه المسلمون وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلوا عليه وحفروا له ودفنوه قال فيرجع أوائل الجيش والمسلمون ينفضون أيديهم من تراب قبره قال فلا يلبثون بعد ذلك إلا يسيرا حتى يبعث الله الريح اليمانية قال قلنا وما الريح اليمانية قال ريح من قبل اليمن ليس على الأرض مؤمن يجد نسيمها إلا قبضت روحه قال ويسرى على القرآن في ليلة واحدة ولا يترك في صدور بني آدم ولا في بيتهم منه شئ إلا رفعه الله قال فيبقى الناس ليس فيهم نبي وليس فيهم قرآن وليس فيهم مؤمن قال عبد الله بن عمرو فعدهم أخفي علينا قيام الساعة فلا يدري كم يتركون

1 - كذا بالأصل، وفي المختصر: ثدييه.
2 - سورة الأنبياء الآية: 96.
3 - إعجامها مضطرب بالأصل ورسمها: انحياه والمثبت عن المختصر.
4 - النغف محركة دود في أنوف الإبل والغنم الواحدة نغفة.
5 - كذا بالأصل، وفي المختصر: فيبعثون جيشا.
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»