تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٣٧١
وهم بنو الام اما ان رأوا نشبا * فذاك بالغيب محفوظ ومنصو * فإذا كانت الام واحدة والآباء مختلفين فهم الأخياف كما قال الشاعر أفي الشدائد أخيافا لواحدة * وفي الولائم أولادا لعلات * ويقال للفرس إذا كانت إحدى عينيه زرقاء والأخرى كحلاء أخيف وإذا كان أبو الاخوة واحدا وأمهم واحدة فهم الأعيان وجاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه قال أعيان بني الام أولى بالميراث من بني العلات [* * * *] وقد استدل بهذا الحديث بعض من ذهب إلى قول عبد الله بن مسعود ومن قال مثل قوله من السلف والخلف في ابني عم أحدهما أخ لام ان المال كله لابن العم الذي هو اخلام دون الاخر وحمله مخالفوهم على أنه جاء في الأخ للأب والام والأخ للأب وجماعة غيرهم من المتقدمين والمتأخرين ولكل فريق منهم علل يوردونها وحجج يأتون بها وقد رسمناها في مواضعها من كتبنا وذكرنا ما نختاره منها قال ابن الأنباري في الخبر الذي قدمنا روايته عنه وقوله (صلى الله عليه وسلم) يمشي بين ممصرتين [* * * *] معناه بين شقتين فيها صفرة يسيرة الممشق عند العرب المصبوغ بالمغرة والمغرة يقال لها المشق قال القاضي وقول النبي (صلى الله عليه وسلم) ويهلك في زمانه الملل كلها [* * * *] صريح البيان عن أن اليهود والنصارى والمجوس وسائر المشركين ذوو ملل مختلفة وليسوا أهل ملة واحدة وان جمعهم الكفر وانه لا توارث بين أحد منهم وبين من هو على غير ملته لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تتوارث أهل ملتين شتى [* * * *] وقد روينا هذا القول عن الحسن وهو قول مالك وأبي عمرو الأوزاعي وبه نقول وكان أبو حنيفة وأصحابه يرون الكفر كله ملة واحدة ويوقعون التوارث بينهم واليه يذهب أصحاب الشافعي وشرح البيان عن هذا الباب مرسوم في موضعه أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه وحدثني أبو مسعود المعدل عنه أنبأنا

1 - صدره في اللسان: وهم بنو أم من أمسى له نشب 2 - البيت في اللسان بدون نسبة.
3 - روايته في اللسان:
أفي الولائم أولادا لواحدة * وفي المأتم أولادا لعلات - 4 - يعني المعافي بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
5 - كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»