أبو عبد الله أحمد بن القاسم الميانجي إملاء بطرابلس نا أبو الطيب محمد بن سليمان وهو ابن الحواري نا أبو بكر محمد بن أحمد سدحن نا أبو عبيدة معمر بن المثنى أنا أبو السمراء قال لما توجه عبد الله بن طاهر خارجا من مصر خرجنا معه حتى إذا كنا قريبا من دمشق إذا نحن بأعرابي معارض للعسكر قد سأل عن الأمير وأرشد إلى ناحيته وأنا وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي ربعي نسايره وقد اعتور العسكر بغباره وارتفع ونحن مع الأمير ليس فينا إلا أفره من الأمير دابة وأحسن بزة فقصدنا الأعرابي وكان شيخا فيه بقية حسنة فلما رأيناه مقبلا قلنا هذا أعرابي يريد الأمير فإن أتى مسلما فردوا عليه بأجمعكم ليتبلد في أمره فلا يعرف الأمير من غيره فأتى الأعرابي ففعلنا به ذلك فأشار بيده نحو ابن أبي ربعي وأنشأ يقول أرى كاتبا داهي الكتابة بين * عليه وتأديب العراق كريم وفيه علامات يشاهدن أنه * يصير بتقسيط الجراح عليم * ثم أومأ نحو إسحاق بن إبراهيم فقال * ومظهر نسك ما عليه ضميره * يحب الهدايا بالرجال مكور أظن به بخلا وجنبا وشيمة * تدل عليه إنه لوزير ثم أشار إليه فقال وأنت خليل للأمير ومؤنس * يكون له بالقرب منك سرور إخالك للأشعار والعلم راويا * فأنت نديم مرة ووزير
(٢٢٠)