تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٧٤
عمي محمد بن علي بن شافع عن الثقة أحسبه محمد بن علي بن الحسين أو غيره عن مولى لعثمان قال بينا أنا مع عثمان في مال بالعالية في يوم صائف إذ رأى رجلا بسوق بكرين وعلى الأرض مثل الفراش من الجمر فقال ما على هذا لو أقام (1) بالمدينة حتى يبرد ثم يروح ثم دنا الرجل فقال انظر من هذا فنظرت فقلت أرى رجلا معمما بردائه يسوق بكرين ثم دنا الرجل فقال انظر فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقلت هذا أمير المؤمنين فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب فإذا لفح السموم فأعاد رأسه حتى حاذاه فقال ما أخرجك هذه الساعة فقال بكران من إبل الصدقة تخلفا وقد مضي بإبل الصدقة فأردت أن الحقهما بالحمى وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما فقال عثمان يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيك (2) فقال عد إلى ظلك فقلت عندما من يكفيك فقال عد إلى ظلك (3) فمضى فقال عثمان من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا فعاد إلينا فألقى نفسه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن محمد وعلي بن أحمد قالوا أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني نا السري بن يحبى (4) نا يحيى بن مصعب الكلبي نا عمر بن نافع الثقفي عن أبي بكر العبسي (5) قال دخلت حير (6) الصدقة مع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب فجلس عثمان في الظل فقام علي على رأسه يملي عليه ما يقول عمر وعمر قائم في الشمس في يوم شديد الحر عليه بردتان سوداوان متزر واحدة قد وضع الأخرى على رأسه وهو يتفقد إبل الصدقة فكتب ألوانها وأسنانها فقال علي لعثمان أما سمعت قول

(١) بالأصل: " قام " والمثبت عن م و " ز ".
(٢) بالأصل وم و " ز ": ويكفيك.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و " ز "، واستدرك لتقويم المعنى عن م.
(٤) من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / 668 طبعة دار الفكر.
(5) بالأصل: " العنسي " وفي " ز ": " العيسي " وبدون اعجام في م، والمثبت عن أسد الغابة.
(6) بالأصل وم: حبر، وفي " ز ": " حمر " وفي أسد الغابة: " حين " وكله تصحيف، والتصويب عن المختصر.
والحير: شبه الحظيرة أو الحمى (عن هامش المختصر).
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»