تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٧١
حاجته واجتمع نفر من المهاجرين فيهم عثمان وعلي وطلحة والزبير فقال الزبير لو قلنا لعمر في زيادة نزيدها إياه في رزقه فقال علي وددنا أنه فعل ذلك فانطلقوا بنا فقال عثمان إنه عمر فهلموا فلنستشر (1) ما عنده من وراء وراء نأتي حفصة فنكلمها ونستكتمها أسماءنا فدخلوا عليها وسألوها أن تخبر بالخبر عن نفر ولا تسمي أحدا له إلا أن يقبل وخرجوا من عندها فلقيت عمر في ذلك فعرفت الغضب في وجهه فقال من هؤلاء قالت لا سبيل إلى علمهم حتى أعلم ما رأيك فقال لو علمت من هم لسوأت (2) وجوههم أنت بيني وبينهم أناشدك الله ما أفضل ما اقتنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيتك من الملبس قالت ثوبين ممشقين كان يلبسهما للوفد ويخطب فيهما الجمع قال فأي طعام ناله عندك أرفع قالت خبزنا خبز شعير نصب عليها وهي حارة أسفل عكة لنا فجعلناها هنية (3) دسماء حلوة نأكل منها ونطعم منها استطابة لها قال فأي مبسط (4) كان يبسطه عندك كان أوطأ قالت كساء لنا ثخين كنا نرفعه في الصيف فنجعله تحتنا فإذا كان الشتاء انبسطنا نصفه وتدثرنا نصفه قال يا حفصة فأبلغيهم عني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدر موضع الفضول مواضعها وتبلغ بالترجية (5) وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة نفر سلكوا طريقا فمضى الأول وقد تزود زادا فبلغ ثم اتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى إليه ثم اتبعهما الثالث فإن لزم طريقهما ورضي بزادهما لحق بهما وكان معهما وإن سلك غير طريقهما لم يجامعهما أبدا أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي نا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة (6) نا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل في حديث ذكره أن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب فأقام الحج للناس يعني سنة إحدى عشرة قال ونا خليفة (7) نا أمية بن خالد عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر

(١) بالأصل وم و " ز ": " فلنستشير " تصحيف.
(٢) تقرأ بالأصل: " لسودت " وفي م: " لسوب " والمثبت عن " ز ".
(٣) بالأصل وم: " هسسه؟ " وفي " ز ": " هنسة " وفي المختصر: " هينة دسما، حلوة " والمثبت يوافق المطبوعة.
(٤) في " ز "، والمختصر: بسط.
(٥) بالأصل وم: بالتوجيه، والمثبت عن " ز "، والمختصر.
(٦) راجع تاريخ خليفة بن خياط ص ١١٧.
(٧) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٢٠.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»