تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٦٣
العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين قال فقال لهما عمرو أنتما والله أصبتما اسمه قال ثم دخل على عمر فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين قال فقال له عمر يا ابن العاص ما بدا لك في هذا الاسم لتخرجن مما قلت قال نعم قدم لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم فقالا لي استأذن لنا على أمير المؤمنين فقلت لهما أنتما والله أصبتما اسمه فأنت الأمير ونحن المؤمنون قال فجرى الكتاب من ذلك اليوم أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) نا عفان بن مسلم ووهب بن جرير قالا نا جرير بن حازم قال سمعت حميد بن هلال قال حدثنا من شهد وفاة أبي بكر الصديق فلما فرغ عمر من دفنه نفض يده عن تراب قبره ثم قام خطيبا مكانه فقال إن الله ابتلاكم بي وابتلاني بكم وأبقاني فيكم بعد صاحبي فلا والله لا يحضرني شئ من أمركم فيليه أحد دوني ولا يتغيب عني فألوا فيه من أهل الجزء والأمانة ولئن أحسنوا لأحسن إليهم ولئن أساءوا لأنكلن بهم قال الرجل فوالله ما زال عن ذلك حتى فارق الدنيا قال ونا ابن سعد (2) نا أسباط بن محمد عن أشعث عن الحسن قال فيما يظن إن أول خطبة خطبها عمر حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فقلت ابتليت بكم وابتليتم بي وخلفت فيكم بعد صاحبي فمن كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا ومهما غاب عنا ولينا أهل القوة والأمانة فمن يحسن نزده حسنا ومن يسئ نعاقبه ويغفر الله لنا ولكم أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن (3) بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا محمد بن إسحاق المسوحي نا الحماني عن مجالد عن الشعبي قال لما ولي عمر بن الخطاب صعد المنبر فقال ما كان الله ليراني أن أرى نفسي أهلا لمجلس أبي بكر فنزل مرقاة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اقرءوا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وترقبوا للعرض الأكبر يوم

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / 275.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 274.
(3) بالأصل و " ز ": الحسين بن إسماعيل، تصحيف، والمثبت عن م.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»