وما الحب إلا حب من مال قلبه * عن الخلق مشغولا برب الخلائق يصد عن الدنيا ولم يرض بالمنى * وصار إلى المولى بأرضى الطرائق أنبأنا بها عالية أبو طاهر بن الحنائي (1) وأخبرنا (2) عنه أبو الفهم بن أبي العجائز قال أنا أبو الحسن بن سختام فذكر نحوها قال أنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قال أنا أبو بكر الخطيب (3) علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة (4) بن إسحاق بن عبد الله بن أسكر بن كاك أبو الحسن العربي السمرقندي قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن أحمد بن مت الإشتيخني (5) وإبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي نزيل بخارا وأبي سعد الإدريسي كتبنا عنه وكان من أهل العلم والتقدم في الفقه على مذهب أبي حنيفة سألته عن مولده فقال في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة قال وكان أبي يذكر أنه من العرب وكان قدومه علينا سنة تسع وثلاثين وأربع مائة ولم يقض له الحج فرجع يريد خراسان فأدركه أجله في الطريق على ما بلغنا في آخر تلك السنة قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال لي عبد الرحمن بن علي (6) الكاملي لما قدم ابن نصرويه صور تذاكر هو والفقيه سليم في الفقه وكان فقيها جيدا وغنيا موسرا وذكر أن معه شيئا كثيرا من النقار الفضة وأنه سافر إلى بلد الروم فمات به قال غيث وسألت الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم عن ابن نصرويه أكان فقيها فقال نعم كان فقيها كبيرا إماما على مذهب أبي حنيفة وحدثني أنه لما قدم خرج إليه إلى باب الدال وقد نزل فيه ومعه دواب فسأله عن مسألة فتكلم فيها عدة نوب كلاما حسنا ولم يمض إلى الفقيه سليم لما دخل ولا مضى الفقيه سليم إليه قال وكان ورود ابن نصرويه للحج ورجع ولم يحج ومات بآمد كل هذا كلام الفقيه نصرويه وهو أثبت فيما يحدث به من
(٢٥١)