تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ١٩٢
جاءني عبد الرحمن بن عوف بعد هجيع (1) من الليل فقال ما ذاقت عيناي كبير (2) نوم منذ هذه الثلاث ليال قال ادع لي فلانا يعني عليا (3) وعثمان وسعد والزبير فدعوتهم فجعل يخلو بهم واحدا واحدا يأخذ عليه فلما أصبح صلى صهيب بالناس ثم (4) جلس عبد الرحمن وقد أحضر هؤلاء النفر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني رأيت الناس يأبون إلا عثمان أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنبأ أبو سعد بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي أنا محمد بن يحيى الذهلي أنا يزيد بن عبد ربه أنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن المسور بن مخرمة أخبره أن الرهط الذين كانوا ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال لهم (4) عبد الرحمن بن عوف لست بالذي أنافسكم هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت كلا منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن بن عوف قال فوالله ما (5) رأيت رجلا بذ قوما قط أشد مما بذهم به حين ولوه أمرهم حتى ما من رجل من الناس يبتغي عند أحد من أولئك الرهط رأيا ولا يطأوا عقبه ومال الناس على عبد الرحمن بن عوف يشاورونه (6) ويناجونه تلك الليالي لا يخلو به رجل ذوا رأي فيعدل بعثمان أحدا حتى إذا كان من الليلة التي أصبح منها فبايع قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع (7) من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال ألا أراك نائما والله ما اكتحلت منذ هذه الثلاث كبير نوم انطلق وادع لي رجالا من المهاجرين نشاورهم ثم أرسلني بها بعدما ابهار الليل (8) فدعوت له عليا فناجاه (9) طويلا ثم قام علي من عنده ثم جاءني فقال ادع لي عثمان آخر من ناجى وآخر من دعا فانتحى هو وعثمان حتى فرق التأذين للفجر بينهما فلما صلوا صلاة الفجر جمع

(1) أي طائفة منه (اللسان).
(2) تقرأ بالأصل: كثير، وتقرأ: كبير، وفي م: كبير، وهو ما أثبتناه، وفي التاريخ الصغير: كثير.
(3) كذا بالأصل وم، وفي المطبوعة: يعني عثمان وعليا...
(4) ما بين الرقمين سقط من م.
(5) الزيادة عن م.
(6) بالأصل: ويشاورونه.
(7) الهج والهجيع الطائفة من الليل.
(8) الأصل وم: انهار، والتصويب عن التاج، وفيه: ابهار الليل أي انتصف. (تاج العروس بتحقيقنا: بهر).
(9) الأصل وم: فناجاني، والتصويب عن المطبوعة والمختصر.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»