تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ١٩٧
تحب أن يكون قال في آخر هذا وأومى (1) إلى عثمان فقال عبد الرحمن معاشر الناس ألستم راضين بأحد هذين أيهما بايعتموه فأعادوا القول على علي فقال أشهد لن يبايعني ولن تبايع إلا عثمان لأن هذا عهد معهود إلي معاشر الناس والله ليقلدن الأمر والخلافة عهد البار الصادق (صلى الله عليه وسلم) إلى أنه البار الصادق الخليفة الثالث بعده ولئن فعلتما لأسمعن ولأطيعن فقال عبد الرحمن فابدأ إذا تبايعه فضرب على كفه بالبيعة فكانت أول كف وقعت على يد عثمان وقال في بيعته سبقت عدتي بيعتي قال أبو صالح يريد بهذا القول أنه إن فاتته كان أحب الناس إليه عثمان أن يكون فيه ولقد علمتم بالعهد المعهود أنه لا يكون بعد عمر خليفة إلا عثمان أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد (2) أنبأ محمد بن عمر حدثني محمد بن موسى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي طلحة قبل أن يموت بساعة فقال يا أبا طلحة كن في خمسين في قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى (3) فإنهم فيما أحب سيجتمعون في بيت حدهم فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل عليهم ولا تترك أحدا منهم يمضي حتى يؤمروا أحدهم اللهم أنت خليفتي عليهم قال (4) وأنا محمد بن عمر حدثني مالك بن أبي الرجال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال وافى أبو طلحة (5) في أصحابه ساعة قبر عمر فلزم أصحاب الشورى فلما جعلوا أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف يختار لهم منهم لزم أبو طلحة باب عبد الرحمن بن عوف بأصحابه حتى بايع عثمان قال (6) وأنا محمد بن عمر حدثني سعيد المكتب عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال أول من بايع لعثمان (7) عبد الرحمن ثم علي بن أبي طالب

(1) الأصل: أوى، والمثبت عن م، وأومى لغة في أومأ، أي أشار.
(2) طبقات ابن سعد 3 / 61 - 62.
(3) ما بين الرقمين سقط من طبقات ابن سعد.
(4) طبقات ابن سعد 3 / 62.
(5) الزيادة عن م وابن سعد.
(6) القائل: ابن سعد، والخبر في طبقاته 3 / 62.
(7) في المطبوعة: " بن عفان " وهذه الزيادة ليست بالأصل وم والطبقات.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»